أشرتُ في مقال الأربعاء الماضي إلى مرارة واضحة في بيان اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وسلم)، حول ما نشرته الصحيفة السويدية، ولأهمية القضية ولأن احتمال تكرارها متوقع بدرجة كبيرة، أعيد نشر الجملة المرة التي جاءت في بيان الاستنكار، حيث ذكرت اللجنة أهمية «المتابعات القانونية التي قَلّ فيها المُعين، وتقاصَر عنها كثيرون بغير سبب مقبول، ولم تزل اللجنة ثابتة على مساعيها في هذا المجال بغير يأس أو ملل»... ثم تشير إلى أنها «لن تبخل في إفادة الآخرين من المنظمات والهيئات العاملة بخبراتها».
من الواضح أن الهيئات والمنظمات التي تقاطر الكثيرون بحماسة إلى إنشائها ودعمها تعمل بشكل منعزل عن بعضها البعض، وبعد قضية الرسوم الدانمركية السيئة، وإضافة إلى اللجنة العالمية سالفة الذكر، ظهر أكثر من جهة منها:
- برنامج التعريف بنبي الرحمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
- منظمة النصرة العالمية (شعبية).
- مشروع رحمة للعالمين للتعريف بالنبي (صلى الله عليه وسلم).
- اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية.
- الانتصار للنبي المختار.
ومعلوماتي تقول - ببالغ الأسف - إن الحد الأدنى من العمل المشترك غير موجود بين هذه الجهات، فكل جهة تعمل منفردة عن الأخرى. والسؤال الذي يطرح نفسه، يقول: أليست أهدافكم مشتركة؟ فلماذا لا تعملون مع بعضكم بعضاً؟ ولا أريد أن أخوض في استنتاجات، لأن الغرض المعلَن لهذه الهيئات أو اللجان هو غرض نبيل بعيد - كما يفترض - عن حطام الدنيا، إذاً، لماذا تتقوقع كل واحدة منها على ذاتها، يحدث هذا في جهات هدفها الأول والأخير نصرة النبي الأمي؟
بسبب هذا العمل المنفرد نحصل على بيانات متشابهة، كلما قام بعض المرتزقة بالنيل من الإسلام والمسلمين ونداءات تطالب بالهدوء متشابهة، واستنكار وتنديد كأنها نسخ من بعضها البعض، وإذا أردتم أن تستطعموا مزيداً من المرارة، فإن الأعمال أو هي النتائج التي تحققها تلك الجهات قد تكون مكررة لا يتغير فيها سوى اسم الجهة، بل إن أحد الأخوة أخبرني أن ناشطاً في هذا المجال في الدنمارك اشتكى من كثرة ما أرسل لهم هناك من كتب متشابهة لم يستشاروا فيها وهل تصلح وتؤثر هناك أم أنها ستكون رقماً في تقرير الإنجازات! وللعلم فإن إمكانات هذه الجهات المالية متباينة، بعض منها لديه وفر مالي وبعض آخر «على الحديدة».
في هذه الجزئية أكتفي بهذا الآن، والمطلوب حتى تحقق هذه الجهات نصرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، التأثير الحقيقي أن تنسق أعمالها، ولأن التنسيق كلمة سهلة القول صعبة الفعل فلا بد من جهة أعلى تجمع هذه الجهات تحت مظلة هيئة واحدة تنسق أعمالها وتضع لها الخطط المناسبة بحيث لا تحصل ازدواجية وإهدار لموارد مع قلة التأثير.
وأضع هذا الاقتراح أمام المسؤولين الغيورين ممن بيدهم قرار تصحيح المسار.